قصة شقة معرضة للهدم: كيف نتجنب الوقوع في فخ شراء العقارات القديمة والرخيصة في إسطنبول؟
في ظل ارتفاع أسعار العقارات، يبحث الكثير عن فرص شراء بأسعار منخفضة، خاصة في مناطق إسطنبول القديمة مثل الفاتح، أيوب، بيوغلو، وتقسيم. لكن ما يجهله كثيرون هو أن شراء عقار قديم ورخيص قد يكون بداية لمشاكل كبيرة، تصل أحيانًا إلى أوامر إخلاء وهدم من البلدية.
قصة واقعية
اشترى أحدهم شقة بسعر مغري جدًا، لكن بعد شهرين أو ثلاثة تلقى أمرًا من البلدية بالإخلاء دون سابق إنذار. للأسف، لم يكن يعرف كيف يستعيد أمواله أو يبيع العقار. هذه القصة ليست نادرة، بل تتكرر يوميًا مع كثير من المستثمرين والمشترين.
السبب الحقيقي للمشكلة
العقارات القديمة في مناطق الإعمار (مثل الفاتح، أيوب، بيوغلو، تقسيم) التي تُعرض بأسعار منخفضة جدًا غالبًا ما تكون مهددة بأوامر هدم وإعادة إعمار من قبل البلدية، أو خاضعة لمشاريع تطوير حكومية قادمة. شراء مثل هذه العقارات بدون دراسة دقيقة يعني أنك تشتري "مشروع هدم" وليس عقارًا جاهزًا للسكن أو الاستثمار.
كيف يحدث هذا الخداع؟
عندما يبحث المستثمر أو المشتري عن عقار ضمن ميزانية محددة (مثلاً 50-60 ألف دولار) في إسطنبول، قد يجد شققًا قديمة بنفس المساحة لكن بأسعار أقل من السوق. يدفع المشتري ثمن العقار ويأخذ الطابو باسمه، مع تفكير بسيط أن التشطيب الداخلي يكفي لتحويله إلى عقار حديث. لكن بعد فترة قصيرة، تأتي البلدية بأمر الإخلاء والهدم.
لماذا تكون الأسعار رخيصة بهذا الشكل؟
عادة ما تكون هذه العقارات قد صدرت بحقها أوامر هدم منذ أشهر أو سنوات، وبالتالي من يشتريها يوافق ضمنيًا على المشاركة في عملية إعادة البناء مع شركة المقاولات المختصة، وهذا يعني أن مالك العقار القديم لا يملك العقار نفسه، بل حصة في المشروع الجديد، والتي قد لا تكون بنفس قيمة المبلغ المدفوع سابقًا.
كيف نتجنب الوقوع في هذا الفخ؟
- دراسة العقار جيدًا قبل الشراء: يجب معرفة تاريخ العقار، إذا ما صدر بحقه أمر هدم، وهل يقع ضمن مناطق الإعمار أو إعادة التطوير.
- الاستشارة المهنية: لا تغامر بشراء عقار دون استشارة محامي أو مستشار عقاري مختص. مبلغ الاستشارة لا يتجاوز عادة بضع مئات من الدولارات، لكنه قد يوفر عليك خسائر فادحة.
- عدم الانخداع بالعروض الرخيصة جدًا: الأسعار المنخفضة كثيرًا عن السوق هي جرس إنذار، ولا بد من التحقق منها.
- فهم آلية إعادة الإعمار: إذا كانت الشقة تقع ضمن مشروع إعادة إعمار، يجب أن تكون مستعدًا للمشاركة في بناء جديد، وليس مجرد ملكية العقار القديم.
لمن تناسب عقارات الإعمار؟
- التجار والمستثمرين الذين لديهم القدرة على تحمل تكاليف إعادة البناء ويريدون تحقيق أرباح من خلال مشاريع التطوير.
- المشترين العاديين الراغبين بالسكن في مناطق قديمة يُفضل لهم الابتعاد عن هذه العقارات ما لم تكن ضمن خطط واضحة ومدروسة.
خلاصة
شراء عقار بسعر رخيص في مناطق الإعمار دون دراسة أو استشارة قد يكلفك خسائر مالية كبيرة ويدخلك في متاهات قانونية وإدارية. الاستثمار العقاري الناجح يقوم على المعرفة والتخطيط وليس على الاندفاع وراء الفرص التي تبدو مغرية فقط من حيث السعر.