من شقة للسكن إلى ثروة استثمارية: قصة حقيقية لمستثمر في تركيا
كثيرون يدخلون سوق العقار بنية السكن، لكن القلة فقط من يكتشفون أن الاستثمار قد يغيّر حياتهم بالكامل. هذه قصة حقيقية لأحد المستثمرين الذين اشتروا عقارًا في تركيا عام 2020، وكانت نقطة تحوّل جعلته يضاعف رأس ماله ويغيّر نظرته كليًا إلى العقارات.
البداية: البحث عن الجنسية والسكن
في نهاية 2019، كان هذا المستثمر يسعى للحصول على الجنسية التركية عبر شراء عقار سكني في إسطنبول. هدفه الأساسي لم يكن الاستثمار، بل امتلاك شقة يقيم فيها عند زيارته لتركيا مع عائلته، على أن تبقى فارغة معظم العام أو تؤجر لفترات قصيرة.
لكن أثناء بحثه واستشارته للخبراء، بدأ يسمع بمفهوم مختلف تمامًا: الاستثمار العقاري. الفكرة بسيطة: بدلًا من شراء شقة واحدة للسكن، يمكن توزيع المبلغ على أكثر من عقار (سكني وتجاري) يحقق عوائد إيجارية منتظمة، إضافة إلى مكاسب ارتفاع الأسعار على المدى المتوسط.
مفترق الطرق: سكن أم استثمار؟
كان أمامه خياران واضحان:
- شراء عقار سكني واحد:
- استخدامه عند الحاجة فقط.
- عائد إيجاري محدود (5 – 10% في أفضل الأحوال).
- زيادة سعر متواضعة بمرور الوقت.
- شراء عدة عقارات استثمارية (محلات تجارية وشقق):
- عائد إيجاري سنوي ثابت (8 – 9%).
- زيادة متوقعة في الأسعار (35 – 40% خلال 3 سنوات).
- مرونة في البيع أو التأجير.
بعد حسابات دقيقة، قرر أن يخوض التجربة الاستثمارية رغم تردده الأولي.
القرار: ثلاث عقارات بدلاً من شقة واحدة
اشترى ثلاث عقارات بقيمة إجمالية 320 ألف دولار (مع الضرائب والمصاريف):
- محل تجاري في إسبارتاكولي.
- شقة في توبكابي.
- شقة ثانية في جمهوريات.
النتيجة بعد 4 سنوات: تضاعف رأس المال
اليوم، ومع تقلبات السوق بين 2020 و2025، ارتفعت قيمة هذه العقارات بشكل كبير. فالمحل التجاري وحده يُباع الآن بنحو 270 – 280 ألف دولار، بينما الشقق تجاوزت قيمتها 350 ألف دولار مجتمعَة.
النتيجة؟
- قيمة العقارات تضاعفت تقريبًا لتصل إلى 650 – 700 ألف دولار.
- بالإضافة إلى عوائد إيجارية تتراوح بين 10 – 15% خلال فترة التملك.
بمعنى آخر، رأس ماله تضاعف بالكامل خلال أقل من 5 سنوات.
الدرس المستفاد: الاستثمار يتفوّق على السكن
لو أنه اختار الشقة السكنية التي كان يخطط لها في البداية، لكانت أرباحه محدودة جدًا، وربما لم تتجاوز 15% خلال نفس الفترة. لكن بفضل اختياره الاستثمار، أصبح العقار بالنسبة له أداة مالية رابحة وليست مجرد مكان للسكن.
ومن المفارقات الطريفة، أنه بعد نجاح استثماره استأجر شقة للسكن بجانب أصدقائه الذين شجعوه على شراء عقار سكني، محققًا الجمع بين الراحة والعائد المالي في آن واحد.
الخاتمة: من التجربة إلى القناعة
هذه التجربة لم تغير وضعه المالي فقط، بل غيرت عقليته بالكامل. اليوم أصبح ينظر إلى العقار كأحد أهم استثماراته، وبدأ يوسع نشاطه في دول أخرى مثل مصر والإمارات وبريطانيا.
الخلاصة:
- العقار السكني يحقق راحة.
- العقار الاستثماري يحقق حرية مالية.
- الجمع بين الاثنين ممكن، لكن الأولوية دائمًا للاستثمار المدروس.
هذه القصة تذكّرنا أن الاستثمار العقاري ليس رفاهية بل ضرورة لحماية وتنمية رأس المال، شرط أن يكون مبنيًا على دراسة صحيحة ونصيحة خبراء.