نقدم استشارات عقارية عبر فريق من خيرة الاستشاريين العقاريين

تواصل معنا

img
افجلار، اسطنبول، تركيا

انهيار أم فرصة؟ المواسم العقارية بين إسطنبول ودبي وأين تكمن الحكمة الاستثمارية

  • الرئيسية
  • انهيار أم فرصة؟ المواسم العقارية بين إسطنبول ودبي وأين تكمن الحكمة الاستثمارية
انهيار أم فرصة؟ المواسم العقارية بين إسطنبول ودبي وأين تكمن الحكمة الاستثمارية
02/10/2025
أخبار

انهيار أم فرصة؟ المواسم العقارية بين إسطنبول ودبي وأين تكمن الحكمة الاستثمارية

 

في عالم يشهد تغيرات سريعة على المستويين الاقتصادي والسياسي، لم يعد السؤال الأهم هو "أين أستثمر؟" بل أصبح: "متى وأين يكون التوقيت هو العامل الحاسم؟". فبينما يتصدر الاستثمار العقاري في إسطنبول أحيانًا المشهد، تعود دبي لتخطف الأضواء، وفي أوقات أخرى نسمع عن فرص واعدة في مدن أوروبية أو حتى في أمريكا. ولكن الحقيقة الأعمق تكمن في فهم ما يُعرف بـ “المواسم العقارية".

 

ما هي المواسم العقارية؟

تمامًا كما يوجد مواسم سياحية، هناك مواسم عقارية تزدهر فيها بعض المدن بفعل عوامل مؤقتة، مثل تسهيلات حكومية، برامج منح جنسية أو إقامة، أو حتى تغيرات في أسعار الفائدة. المستثمر الذكي لا يركض خلف "الترند"، بل يبحث عن الفرصة قبل أن تتحول إلى حديث العامة.

 

دبي: مثال على الصعود السريع... والسقوط المؤقت

منذ عام 2003 حتى 2006، شهدت دبي طفرة عقارية ضخمة، حيث تم فتح السوق أمام الأجانب، وارتفعت الأسعار بشكل كبير. ولكن مع الأزمة المالية العالمية في 2008، انهارت الأسعار بسرعة، وهبطت بعض العقارات من مليون درهم إلى أقل من 500 ألف درهم خلال أشهر. السبب؟ لم تكن الطفرة العقارية مبنية على أساسات اقتصادية متينة، بل على طلب سريع وغير مدروس.

 

إسطنبول وتركيا: الفقاعة العقارية تتكرر

ما حدث في دبي، تكرر بطريقة مختلفة في إسطنبول بين 2020 و2023، حين ارتفعت الأسعار بفعل الإقبال على شراء العقارات لأغراض الحصول على الجنسية التركية أو الإقامة. ومع ازدياد الطلب، وارتفاع الأسعار إلى مستويات غير واقعية، بدأت بوادر "فقاعة عقارية" تظهر، تمامًا كما حدث في دبي قبل 15 عامًا.

 

المواطن والمقيم: معادلة الاستثمار الحقيقية

في دبي، تفوق نسبة المقيمين عدد المواطنين، ما يعني أن السوق العقاري يعتمد بشكل كبير على المستثمر الأجنبي، وهو أمر محفوف بالمخاطر. فبمجرد إلغاء الإقامة أو تغيّر الشروط، قد يضطر الكثيرون للبيع بأسعار منخفضة.

في المقابل، في تركيا – وخاصة في إسطنبول – هناك قاعدة سكانية محلية كبيرة (تجاوزت 15 مليون مواطن تركي)، وهو ما يخلق نوعًا من التوازن بين طلب المقيمين والمواطنين. ورغم أن سوق العقارات شهد تباطؤًا في بعض الفترات، إلا أن العقارات في المناطق الجيدة ما زالت تحافظ على قيمتها، بل وشهدت ارتفاعًا في معدلات الإيجار.

 

التوقيت... مفتاح النجاح

الاستثمار العقاري ليس قرارًا عاطفيًا. لا تُغريك رفاهية المكان أو سحر المدينة. ما يجب أن تبحث عنه هو "القاع السعري" – اللحظة التي يكون فيها السعر في أدنى مستوياته، ولكن مع مؤشرات على عودة الطلب قريبًا.

الفرص الاستثمارية لا تدوم في مدينة واحدة إلى الأبد، بل تتنقل من إسطنبول إلى دبي، ومن القاهرة إلى نيويورك. الذكاء الاستثماري يعني أن تشتري قبل أن يصبح المكان "ترند"، وتبيع عندما يتجه الجميع للشراء.

 

ماذا عن المستقبل؟

  • تركيا: مع بدء انخفاض أسعار الفائدة، يُتوقع أن تعود السوق العقارية للنشاط في 2025–2027، خاصة مع دعم حكومي وتحسن فرص التمويل.
  • دبي: مع وصول أسعار بعض العقارات لمستويات قياسية (استوديو بأكثر من 200 ألف دولار)، بدأت بعض علامات القلق بالظهور لدى المستثمرين.
  • سوريا: رغم التحديات، قد تصبح فرصة استثمارية ضخمة في حال توفر استقرار نسبي وضخ استثماري حقيقي.

 

 

الخلاصة: لا تقع في فخ المدينة الأفضل!

لا توجد مدينة تُعد الأفضل للاستثمار العقاري بشكل دائم. بل هناك مواسم، وفرص، ودورات اقتصادية. فالعقارات لا ترتفع فقط لأن المدينة جميلة أو مشهورة، بل لأن هناك طلبًا حقيقيًا، وسياسات داعمة، وتوازنًا بين المواطنين والمقيمين.

إذا كنت تفكر في الاستثمار العقاري، فافصل بين حبك للمكان ورغبتك بالعيش فيه، وبين الحسابات الباردة للأرباح والمخاطر.