نقدم استشارات عقارية عبر فريق من خيرة الاستشاريين العقاريين

تواصل معنا

img
افجلار، اسطنبول، تركيا

عودة السوريين من تركيا: قراءة في تداعياتها على سوق العقارات في إسطنبول

  • الرئيسية
  • عودة السوريين من تركيا: قراءة في تداعياتها على سوق العقارات في إسطنبول
عودة السوريين من تركيا: قراءة في تداعياتها على سوق العقارات في إسطنبول
27/09/2025
أخبار

عودة السوريين من تركيا: قراءة في تداعياتها على سوق العقارات في إسطنبول

في ظل التطورات السياسية والاجتماعية في المنطقة، يزداد الحديث عن احتمالية عودة السوريين من تركيا إلى بلادهم، ويطرح هذا السيناريو تساؤلات جوهرية حول تأثيره على أسعار العقارات في إسطنبول، وخصوصًا في المناطق التي تشهد كثافة سكانية سورية، مثل إسنيورت وسلطان غازي وباغجلر. فهل هذه العودة تمثل تهديدًا حقيقيًا على الاستثمار العقاري في إسطنبول؟ أم أنها مجرد مبالغات إعلامية لا تمت للواقع بصلة؟

الأرقام تتحدث: حجم التواجد السوري في إسطنبول

وفق الإحصائيات الرسمية، يقدّر عدد السوريين في تركيا بين 2.8 إلى 2.9 مليون نسمة، موزعين بشكل كبير على الولايات الجنوبية والمدن الكبرى، وعلى رأسها إسطنبول. وتتركز غالبية السوريين في الجانب الأوروبي من إسطنبول، وتحديدًا في مناطق مثل إسنيورت وسلطان غازي وسلطان بيلي. النسبة الأكبر منهم يعيشون بنمط عائلي ويعتمدون على نظام الإيجار، خصوصًا في العقارات القديمة والمستقلة التي تتميز بانخفاض أسعارها مقارنةً بـ المجمعات السكنية في إسطنبول.

هل سيؤدي رحيل السوريين إلى انخفاض الأسعار؟

عند تحليل طبيعة العقارات التي يشغلها السوريون، نجد أنها تتركز في بنايات مستقلة وقديمة، لا تدخل غالبًا في دائرة العقارات الاستثمارية التي تستهدفها الشركات العقارية أو المستثمرون الأجانب. وبالتالي، فإن تأثير خروج السوريين من هذه العقارات سيكون محصورًا في شريحة محدودة لا تتجاوز 2.5% من سكان إسطنبول.  أما بالنسبة للمناطق الاستثمارية مثل باشاك شهير، زيتون بورنو، أو بيليك دوزو، فإن نسبة السوريين فيها قليلة نسبيًا، مما يجعلها آمنة من أي تقلبات محتملة في الطلب بفعل تغيرات ديموغرافية.

توقعات العودة: تدريجية وليست مفاجئة

الاعتقاد السائد بأن ملايين السوريين سيعودون إلى بلادهم خلال فصل الصيف هو تقدير غير واقعي. فالواقع على الأرض يشير إلى أن العودة ستكون تدريجية، وقد تمتد من ثلاث إلى خمس سنوات، بسبب التحديات المرتبطة بإعادة الإعمار وتأمين فرص العمل والسكن داخل سوريا.

أين سيظهر التأثير الحقيقي؟

إن حدث تأثير ملموس، فسيكون محصورًا في مناطق الجنوب التركي، مثل غازي عنتاب، أورفا، وهاتاي، حيث تتركز النسبة الأكبر من السوريين. أما في المدن الكبرى مثل إسطنبول وأنقرة وإزمير، فالتأثير سيكون محدودًا ولا يكاد يُذكر في السوق العقاري ككل.

توصية للمستثمرين العقاريين

الدرس الأهم للمستثمرين هو تجنب التكتلات الأجنبية الكبيرة عند اتخاذ قرار الاستثمار العقاري. فكما شهدنا في مناطق مثل باشاك شهير التي عرفت تضخمًا وهميًا في الأسعار بسبب تمركز الأجانب، فإن أي قرار حكومي جديد قد يحد من الإقامات أو الاستثمارات في تلك المناطق، مما يؤدي إلى تراجع حاد في القيمة. لذلك، ينصح بالاستثمار في أحياء مستقرة يسكنها الأتراك، ذات بنية تحتية قوية وسوق يخضع لعوامل العرض والطلب الحقيقي.

في الختام

عودة السوريين من تركيا إلى سوريا قد تحمل بعض التأثيرات على سوق الإيجارات في مناطق معينة، وخصوصًا الأحياء التي تشهد كثافة سكانية سورية وعقارات قديمة منخفضة القيمة. ومع ذلك، فإن هذه التأثيرات تظل محدودة النطاق ولا تشكل خطرًا فعليًا على ديناميكية السوق العقاري في إسطنبول أو على جدوى الاستثمار فيه. تبقى إسطنبول مدينة جذابة للمستثمرين، وتتمتع ببنية تحتية قوية، ومناطق سكنية واستثمارية متنوعة تلبي تطلعات كل من يرغب في شراء شقة في إسطنبول أو الدخول في مشاريع ذات عائد استثماري مجزٍ في واحدة من أكبر المدن الحيوية في المنطقة.