نقدم استشارات عقارية عبر فريق من خيرة الاستشاريين العقاريين

تواصل معنا

img
افجلار، اسطنبول، تركيا

سوريا بعد التحرير: هل الاستثمار العقاري الآن هو القرار الصائب؟

  • الرئيسية
  • سوريا بعد التحرير: هل الاستثمار العقاري الآن هو القرار الصائب؟
سوريا بعد التحرير: هل الاستثمار العقاري الآن هو القرار الصائب؟
27/08/2025
أخبار

سوريا بعد التحرير: هل الاستثمار العقاري الآن هو القرار الصائب؟

بعد أكثر من خمسين عاماً من القمع والفساد، تحررت سوريا من حكم استبدادي، وبدأت مرحلة جديدة يشارك فيها الشعب بكل أطيافه في صياغة مستقبل البلاد. ومع هذا التحول التاريخي، يتصدر الاستثمار العقاري المشهد الاقتصادي، كواحد من أهم القطاعات التي يترقبها السوريون والمستثمرون على حد سواء.

لكن السؤال المحوري يبقى:
هل الوقت مناسب اليوم لشراء عقار في سوريا؟
أم من الأفضل التريث حتى تتضح ملامح المرحلة القادمة؟

المشهد العقاري في سوريا اليوم

السوق العقاري السوري يعيش حالة من التباين الحاد:

  • ارتفاع مفاجئ في أسعار العقارات في المناطق التي لم تتعرض لدمار كبير، مثل: دمشق، حلب، حماة، وبعض أجزاء إدلب.
  • أسعار منخفضة جداً في المناطق المحررة سابقاً والتي تعرضت لدمار واسع النطاق، مثل دير الزور، الرقة، الحسكة، وبعض أرياف حمص وريف دمشق.

هذا التباين جعل القرار الاستثماري معقداً ويحتاج إلى دراسة دقيقة لكل منطقة على حدة، بدلاً من التعميم على كامل البلاد.

هل نشتري اليوم في المدن غير المتضررة؟

رغم أن البنية التحتية لا تزال قائمة في هذه المدن، إلا أن الأسعار فيها ارتفعت بشكل مبالغ فيه بسبب الطلب المفاجئ الناتج عن عودة أكثر من 100 ألف سوري خلال شهر واحد فقط بعد التحرير.

  • عقارات بسيطة تُعرض بأكثر من 200,000 دولار.
  • المعروض قليل والطلب كبير.
  • البيئة التنظيمية والسياسية لا تزال غير واضحة.

التوصية:
الشراء حالياً في هذه المناطق قد لا يكون القرار الاستثماري الأفضل، لأن الأسعار لا تعكس القيمة الحقيقية، بل تُستغل لحالة العودة السريعة وحاجة الناس للسكن.

المناطق المهدّمة: فرصة استثمارية أم مخاطرة؟

رغم الدمار الواسع، فإن المناطق المتضررة قد تمثل فرصة ذهبية للاستثمار المستقبلي، لأسباب عدة:

  • العقارات المهدمة اليوم ستكون العقارات الجديدة غداً.
  • من المتوقع بناء مجمعات سكنية حديثة بديلاً عن الأبنية القديمة، تماماً كما حدث في مدن جنوب تركيا بعد الزلزال.
  • هذه المشاريع ستكون:
    • مقاومة للزلازل.
    • منظمة بشكل أفضل.
    • مدعومة حكومياً ودولياً.
    • ذات جودة بناء وتشطيب عالية.

التوصية:
الاستثمار في هذه المناطق حالياً أو خلال فترة قريبة قد يمنح عوائد تصل إلى 200–400% خلال 3–5 سنوات القادمة، بمجرد انطلاق مشاريع إعادة الإعمار.

لماذا الأسعار ترتفع اليوم رغم الدمار؟

  1. عودة مفاجئة للناس سبّبت طلباً مرتفعاً يفوق العرض.
  2. خوف من المستقبل: البعض يفضل شراء عقار الآن قبل فرض ضرائب جديدة أو تغيّرات اقتصادية قد ترفع الأسعار.
  3. محدودية العرض: معظم المناطق المتاحة للسكن حالياً محدودة بسبب تدمير واسع النطاق.

التوصيات الاستراتيجية للمستثمرين

  • لا تشتري لمجرد العودة العاطفية... بل افهم الواقع جيداً.
  • لا تعمّم حالة مدينة على أخرى، فالوضع في إدلب يختلف جذرياً عن حلب، رغم قربهما الجغرافي.
  • راقب تطورات إعادة الإعمار، وادرس العقارات المهدّمة بعين استثمارية لا عاطفية.
  • جهّز نفسك للفرص الكبرى التي قد تأتي مع مشاريع الإسكان المستقبلية، لا سيما تلك المدعومة دولياً.

الخلاصة: هل نشتري أم ننتظر؟

لا تشتري قبل أن تفهم. لا تعمّر قبل أن تخطط.
المستقبل العقاري لسوريا يبدأ الآن… لكنه لن يُبنى في يومٍ واحد.

إن كنت تفكر بعقلية استثمارية طويلة الأمد، فإن الفرص الأكبر تكمن في المدن المتضررة، التي قد تشهد تحولاً عمرانياً شبيهاً بما حصل في دول مثل تركيا والإمارات بعد الكوارث أو الحروب.
لكن إن كنت تبحث عن استقرار فوري وسكن سريع، فكن حذراً من المبالغات السعرية التي لا تستند إلى أساس اقتصادي حقيقي.